الوتر - و تقرأ بفتح الواو و كسرها - تعني المفرد أو الواحد، و ضدها في اللّغة الشفع و التي تعني الواحد المضاف للواحد فيصبح زوجاً، فالوتر صفة لله تعالى إبتداء ، فالله واحد أحد فرد صمد لا إله غيره ، و لذلك يوصف بأنّه وتر.
و كذلك ورد في الدّين الإسلامي صلاة الوتر، و هي الصلاة التي تصلّى عقب صلاة العشاء، و يمتد وقتها من بعد صلاة العشاء و حتى صلاة الفجر، و إنما سميت بصلاة الوتر لأنّه يجب إختتامها بركعة واحدة.
فالنبي صلى الله عليه و سلم يقول(صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشيت الصبح أوتر بواحدة) ، و معنى الحديث يشير كما إتفق معظم أهل العلم أن صلاة الوتر غير محددة الركعات و إنما يجب أن يكون مجموع ركعاتها عددا فرديا فهي تصلى كل ركعتين معا و تختتم بسلام، ثم إذا أراد المرء إنهاء صلاته أتى بركعة الوتر، و لو أنّه بعد إتيانه بركعةالوتر قرر إكمال الصلاة، فإنّه يقوم بصلاة ركعة واحدةأوّلاً ليشفع آخر ركعة صلاها، ثم يصلي ركعتين ركعتين حتى يفرغ من صلاته فيعود فيصلي ركعة الوتر.
تعتبر صلاة الوتر سنّة مؤكدة عن الرسول صلى الله عليه و سلم، و قد حافظ عليها السلف الصالح، حتى إن تاركها كان يقدح في شهادته، و كذلك إعتبرها كثير من السلف من أهم السنن المؤكدة في الصلوات بعد الصلاة المفروضة و قدموها فضلا على صلوات السنن في الفجر و الظهر و المغرب و العشاء.
قد يخلط البعض من النّاس بين صلاة الوتر و سنّة العشاء، و لكن هناك إختلاف، فهناك ركعتان من السنّة عقب العشاء بخلاف صلاة الوتر، و كذلك قد يحير البعض بعض المصطلحات مثل صلاة التراويح و صلاة التهجد و قيام الليل، و الحقيقة أن ذلك كلّه داخل في صلاة الوتر فصلاة الليل هي قيام الليل و هي التهجد و هي التي موعدها من بعد صلاة العشاء و حتى مطلع الفجر ، و هي التي تسمّى في رمضان التراويح، و هي غير المحدّدة الركعات، و هي التي تكون مثنى مثنى فإذا أريد ختامها جيء بالركعة الواحدة التي تسمى ركعة الوتر، و هذا هو سبب التّسمية بصلاة الوتر أي الصلاة المختومة دوماً بركعة الوتر.
المقالات المتعلقة بما معنى الوتر